هل يصلح حلمي لأن يكون فكرة ممتازة لعمل خاص؟
العمل في وظيفة ما سواءً أكانت حكومية أو في شركة خاصة هو أضيق أبواب الرزق. وهذه حقيقة واضحة لجميع رواد الأعمال، ولحظة معرفتها تمثل أولى الخطوات في طريق الثراء والربح الوفير.
هذا لا يعني أن جميع رواد الأعمال يصلون إلى هذه الغاية، بالعكس تماماً، يتساقط معظمهم في مراحل مختلفة من هذه الرحلة. وبعضهم يقف في أول خطوة ويعيد تدوير فكرته كلما عفى عليها الزمن وسبقه آخر في العمل بها. فتحويل الفكرة إلى عمل ليس بالأمر السهل أبداً. وقد يكون قرار الاتجاه إلى ريادة الأعمال هو أصعب القرارات التي قد يصنعها الإنسان في حياته. وهو قرار يبدو في بدايته كمجازفة وسباحة ضد التيار وخوض غمار المجهول. ولكن حالما بدأ العمل يصبح الأمر أكثر متعةً وتضحي التحديات أصغر حجماً مهما كبرت.
وبما أنّ دنقلاوية تسهم في الأساس إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال وتقديم الاستشارات والمعلومات في هذا المجال، فسنذكر بعض التحديات التي قد تواجه رواد الأعمال المبتدئين، ومنها اختيار الفكرة الأجدى بالتنفيذ والتحويل إلى مشروع.
تعدد الأفكار
إن كانت لديك أكثر من فكرة فيلزمك البدء بدراسة هذه الأفكار مع أصدقائك أو شركائك ومناقشتها معهم. قد تصبح العملية أشبه ما يكون بما يعرف بتلاقح الأفكار أو العصف الذهني (Brainstorming). حيث يستعرض كل مشارك ما توحيه إليه هذه الفكرة وما يعتقد أنه قد يكون تطويراً ناجحاً لإحدى هذه الأفكار أو عدد منها. وربما خرجت من هذه الجلسة أو تلك بمجموعة أفكار جديدة تختار منها واحدة للتنفيذ دون غيرها. وهي الأخرى قد يحتفي بها عقلك بمزيد من التطوير والتحسين والاختبارات والمناقشة. وستتعرض تفاصيلها للتعديل والإضافة والحذف قبل أن تخرج في ثوبها النهائي. وفي هذه الحالة ستصبح الفكرة ناتج عملية العصف الذهني وبالتالي مولوداً مشتركاً لجميع الأدمغة المشاركة في العملية، وهو الشيء الذي يمنحها ألقاً خاصاً وقدراً إضافياً من الجودة والتميز والابتكار والعملية والقابلية للتنفيذ.
ولا تقلق كثيراً إن كانت أفكار مشاريعك تبدو صغيرة وبسيطة في هذه المرحلة. فالبدء بفكرة معقدة قد يكون صعباً عليك في بداية طريقك. خاصة وأنّها تحتاج إلى الكثير من الأبحاث والتعديلات وربما تتطلب المزيد من موارد رأس المال.
الاختراع ليس هو الحل الأمثل أيضاً ولا هو المصدر الوحيد للأفكار الناجحة. فالحصول على براءة الاختراع أصبح روتيناً سهلاً، وقد تتم سرقة الفكرة وتنفيذها قبل أن يصل هذا المستند إلى يدك حتى. لذلك ربما كان من الأفضل أن تبدأ بتنفيذ الأفكار التي تنطوي على تعديلات وتطويرات لمنتجات أو حلول موجودة أصلاً. فليس هنالك – في عالم اليوم- ما هو أكثر ربحية من السلع والمنتجات البسيطة مثل اللعب والملابس والأدوات المكتبية، وأدوات المطبخ على سبيل المثال.
توظيف طاقم مبدع وخلاق ومبتكر في أقسام التصميم بشركتك الناشئة، قد يضمن لك عامل الجاذبية في المنتجات، والتنافسية، وليس هنالك أفضل من نايكي وأبل كمثالين في هذا الصدد.
الشيء ذاته ينطبق بشدة على اختيارك تقديم خدمة ما مثل صيانة أجهزة الهاتف المحمول، أو أجهزة التبريد والتكييف. ففي هذه الحالة لا بد أن تكون خدمتك متميزة بشكل لا يتوفر في الشركات المنافسة. مثلاً التدريب على نظافة المنتج مجاناً، أو خدمة الخط الساخن أو غيرها من الأمور التي يحتاجها عملاؤك ويقدرونّ شركتك من أجلها، وهذا التقدير هو ما سيضمن لك ولاءهم فيما بعد.
مواصفات الفكرة الناجحة
الأفكار المثالية لتنفيذ المشروعات لا حصر لها ولا عد ولا يحدها سوى خيالك وإمكانياتك وقدراتك كرائد أعمال لا يخشى المجازفة. وتختلف المعايير باختلاف الظروف وأنواع المشاريع وقدرات رائد الأعمال وفريق عمله، ولكنها لا تخرج أبداً من المعايير المذكورة أدناه:
1- رأس المال المطلوب للتنفيذ
أ. هل يكفي مابيدك من مال للتنفيذ؟
ب. ماهو تصنيفك الائتماني؟
ت. ماهو القدر الذي ينقصك وتنوي إكماله عبر الاقتراض أو الشراكة؟
ث. ماهي الفترة الزمنية التي يحتاجها مشروعك قبل تحقيق الأرباح المخطط لها؟
2- النطاق الجغرافي
أ- هل تعتبر مشروعك ريفياً أم حضرياً؟
ب- ماهو متوسط دخل الفرد في المجموعة الديموغرافية المستهدفة؟
ت- هل لمنتجك أو خدمتك سعر مرتفع بالنسبة للخدمات والمنتجات في المنطقة المستهدفة؟
3- تشبع السوق
أ- هل يوجد منافسون في المنطقة الجغرافية نفسها يقدمون خدمات أو منتجات مشابهة لما تقدمه؟
ب- كيف يمكن أن تقوي من وضعك التنافسي في حالك كانت إجابتك على السؤال السابق بالإيجاب؟
ت- هل التفكير في الشراكة أو الدمج مع أحد المنافسين يعتبر استراتيجياً بالنسبة لمشروعك وظروف تنفيذه؟
4- احتياجات السوق
أ- هل تقدم منتجاتك أو خدماتك حلولاً واقعية ومطلوبة في السوق المستهدف؟
ب- هل سبق وأن شهد سوقك المرتقب مشاريع مشابهة ولكنها لم تستمر أو لم تنجح؟
ت- لا تنس أن تقم بدارسة تحليلية كمية ونوعية للسوق لمعرفة مدى احتياج السوق للخدمات أو الحلول التي تنوي تقديمها من خلال شركتك الناشئة.
ث-
5- فرص النمو
أ- هل لدى مشروعك الفرصة والإمكانية للنمو خلال أول خمس سنوات من عمره؟
ب- هل خططت للتوسع؟ جغرافياً؟ إنتاجياً؟ أو عن طريق الدمج والاستملاك؟
6- معوقات السوق
أ- ماهي درجة الأمان من المخاطر التي يتمتع بها مشروعك؟
ب- هل يمكن محاكاة منتجك أو تقليد الخدمات التي تقدمها شركتك أم أنّها محصّنة بمقتضى قوانين الملكية الفكرية والعلامات المسجلة أو المعلومات التي تمثل أسراراً تجارية؟
ت- هل فكرت في إقامة مشاريع موازية لتأمين مصادر بديلة للتمويل والدخل أثناء المراحل الأولى لمشروعك وقبل بدء مرحلة جني الأرباح؟
إن كنت تعرف مسبقاً الإجابات على كل الأسئلة السابقة وكانت إيجابية في معظمها على الأقل فتقبل تهانينا بنجاح فكرتك وقابليتها للتنفيذ.
ماذا لو لم تنجح فكرتي في هذه الاختبارات؟
أما إن لم تنجح فكرتك في الصمود أمام كل هذه التحديات فلا بد من إعادة التفكير في الأمر ومحاولة الوصول إلى فكرة أكثر جدوى إما بتعديل الفكرة الحالية وتحسينها وتطويرها أو بتغييرها إلى أخرى أكثر قابلية للتنفيذ والنجاح وتحقيق الأهداف. فالأفكار الجيدة تتمتع دائماً بقدرتها الكامنة على الاستدامة. وقبل هذا وذاك لا بد من الحذر من إنفاق كل مدخراتك على مشروع لن يستمر سوى أشهر. فالتخطيط العقلاني والمنطقي، والتوقيت السوقي المناسب، وبعد النظر عوامل لا بد من توافرها لتأسيس أي عمل ريادي ناجح.
نتمنى لكم أفكاراً رائعة ومشاريع ناجحة وأرباح وفيرة إن شاء الله..فلكل مجتهد نصيب ولا تنسوا أن الاستغفار مفتاح الفرج والرزق.
Leave a reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.