الكتابة للغير عبر منصات الخدمات المصغرة
نُشر هذا الموضوع في 27 فبراير 2015 في مدونة لي على غوغل.
خلال السنوات الماضية، بدأت بحثاً حثيثاً عن كيفية الربح من الانترنت بطريقة معقولة، وقد وجدت ما كنت أبحث عنه في السنة الماضية فقط، حيث انضممت إلى مجتمع الخدمات المصغرة العربي الأكثرة شهرة على الانترنت.
ومن خلال الموقع قمت بالكتابة للغير في المجالات الإبداعية، والتقنية، الاقتصادية، ريادة الأعمال والتعليم والصحة والجمال، والوصفات، والأزياء، والتجارة بل وحتى كتبت عن طرق الربح من الانترنت والعمل عليها، و الطبخ والنصائح الزوجية والاستشارات، والمواضيع العلمية المختلفة والأخبار.
كما قمت بتحرير وإعادة صياغة الكتب والمواضيع المختلفة. ربحت أموالاً استطيع أن أقول أنها كثيرة ” رغم أنها بالكاد تقترب من سقف المئات الثلاث من الدولارات الأمريكية”. لكني أجدها كافية جداً للبرهنة على جدوى العمل من الانترنت والمنزل، وقدرته على إنتاج مدخول منتظم ومناسب. وفوق كل ذلك فأنا أعمل 1. من منزلي، 2.وفي وقت فراغي، 3.ومن الانترنت. 4. وفي وظيفة أعشقها واستمتع بأدائها وهو الشيء الذي كنت أبحث عنه طوال سنوات.
الآن أصبحت أكثرة قدرة على أداء المهام في وقت قصير، ولدي خبرة في التعامل مع العملاء، وفي وضع أسعار الخدمات.
وأعتقد أنني في هذا الشهر فقط قد حققت ما يقارب حصيلة الأشهر الستة الماضية.في الأيام القليلة السابقة تعرفت على موقع آخر لبيع وشراء الخدمات من المتفرغين. وهو يوفر منصة لبيع وشراء الخدمات وذلك من خلال العمل بنظام الساعة. وبسعر محدد لكل ساعة عمل في أداء مهمة معينة.
ما زلت لم أبع أية خدمة بعد في الموقع الأخير، وهو موقع أجنبي. لكني متفاءلة. وقد قررت الدخول في برنامج التسويق بالعمولة الخاص بالموقع. ولذلك أدعوكم للاشتراك في الموقع وبيع خدماتكم ومهاراتكم والاستفادة من مهارات الآخرين بأسعار زهيدة. وأيضاً دعوة الآخرين والكسب من خلالها على كل من يشترك ويبدأ مشروعه الأول على الموقع مبلغ 30 دولاراً.إنه مبلغ مغر بالنسبة لشيء سهل كهذا. لكن دعونا نكتشف كم هو عملي أن نحلم بتحقيق بعض المال عبر دعوة الآخرين للعمل الإضافي عبر موقع العمل بنظام الساعة.
حسناً نعم أنا أجني بعض المال- نعم ليس كل ما أطمح إليه- لكن نسبة معقولة من ذلك من خلال الكتابة للغير، في المنزل وفي وقت فراغي. لكني ما زلت أعتقد أن ما يدفع من خلال هذه المواقع لا يرقى كثيراً لأن يكافيء قيمة المادة المكتوبة. وربما أرى زملائي يهدرون طاقاتهم في كتابة الكثير من المواد والمقالات والمواضيع مقابل مبالغ زهيدة. ربما لو اتفق الجميع على حد أدنى للأسعار لا يتجاوزونه فربما يعود هذا الشيء على الجميع بالنفع. خاصة أن مواقع الخدمات المصغرة أصلا تعمل وفق نظام الخمسة دولارات، لذلك فنحن مجبرون على عدم زيادة الخدمة الأساسية عن الدولارات الخمسة، لكن ما لا نعرفه ولا ننتبه له إننا ننزل كثيراً عن هذا المستوى في سبيل المنافسة وهذا هو الشيء الذي لم يطلبه منا أي شخص بعد!. المنافسة الحقيقية هي ما تعود بالنفع على الطرفين. والآن أتمنى أن يستطيع الجميع ملاحظة هذا الشيء وعمل “شيء” بشأنه.
التسويق بالعمولة هو نظام آخر تعتمد عليه هذه المواقع في زيادة الدعاية وسعة الدائرة الإعلانية عبر استخدام معارف وشبكات الأعضاء. وهو يشكل مصدر آخر للدخل غير الرئيسي طبعاً. فالعمل على الانترنت يمنح الكثير من الفرص الجانبية لجني الأرباح. وكل يوم يكتشف مرتادوه نوافذ وأبواب مذهلة لتدفق الأموال. والجميل في أمر التسويق بالعمولة هو أنك تفتح للآخرين مجالاً للعمل معك أيضاً. وفي النهاية لكل مجتهد نصيب، والأرزاق مقسومة سلفاً سواءً كانت على العالم الافتراضي أو الأرضي.
وهذا السوق الذي ينأى عن الرسميات وقيودها والشكليات وترتيباتها وشروطها، يجعلني أتأمل في الفرص التي يمنحها لأصحاب المواهب والمتعلمين ذاتياً، ومن يحبون اكتساب المزيد من المعارف والخبرات كل يوم. وفي نفس الوقت لديهم شغف بتحدي هذا السوق ببيع خدماتهم التي يستمتعون بأدائها. فهنا العمل اختياري، واختيار المهنة أو الخدمة المقدمة أيضاً يتسم بالكثير من الحرية ولا قيد عليه ولا شرط سوى الجودة والإجادة، وحتى هذه لا يتطلبها الأمر كثيراً في أغلب حالات الطلبات البسيطة التي تكفي فيها نوعية الجودة عن كميتها.
تفتح هذه الأبواب في وقت أصبح فيه الكساد هو البضاعة الرائجة في كل مكان، وتغول فيه التضخم وتعملق ليشمل كل البلدان حتى تلك التي كانت في السابق تكسر كل المقياييس والموازين بارتفاع جودة الحياة فيها. وأصبحت البطالة مشكلة عامة في العالم كله، في نفس الوقت الذي سادت فيه التكنولوجيا وانتشرت حتى في أشد مناطق العالم فقراً وجوعاً وجهلاً ومرضاً. فالكاميرات الملحقة بأجهزة الجوال الزهيدة الثمن أصبحت الآن تنقل لنا الصور من أكثر المناطق تأثراً بالأزمات والنزاعات المسلحة، والكوارث الطبيعية والمجاعات والحروب، والموت. وفي نفس الوقت تباع هذه الصور بأغلى الأثمان كائناً من كان ملتقطها، فلم تعد الصور الباهظة حكراً على كبار ومشاهير المصورين. وفي ظل هذه المفارقة العجيبة يجد العالم بصيصاً من الأمل، حيث ما زالت هناك الإمكانية للعمل من المنزل وعبر الهاتف أيضاً، وكسب المال والاستفادة من الوقت والجهد والتكنولوجيا المتوفرة والخبرات والمعارف على اختلاف درجاتها وأنواعها.
ولعل جزءاً من هذه المفارقة أيضاً أنني أكتب من منزلي على الضفة الشرقية للنيل الأزرق قبالتي برج الاتصالات على الضفة الأخرى، وأستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول خاصتي الذي يعود صنعه إلى سنة 2006 وهو يفترض أن يكون قد أنهى سنين عمله منذ أكثر من اربعة سنوات لكن ما زال يعمل بفضل مستويات الجودة التي تراعيها الشركة المصنعة – تستحق تحية ملؤها الاحترام من هنا- Compaq.
حسناً زملائي الكتاب وأصدقائي القراء آن الأوان لقراءة ما تكتبون فشاركوني روابط مدوناتكم – و إن لم يكن لديكم مدونة، ولم تتناولوا هذا الموضوع من قبل فماذا في اعتقادكم قد فات علي في هذا الخصوص؟ منذ فترة يشغلني التفكير في هذا الأمر وحقيقة أود أن أعرف رأيكم! لكم الشكر أجمله على زيارة مدونتي وقراءة هذا الموضوع، وعلى تعليقاتكم التي تهمني كثيراً.
Leave a reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.